صرّح مارك زوكربيرج، الرئيس التنفيذي لشركة ميتا، مؤخرًا بأنه لا توجد "علاقة سببية" بين منصات التواصل الاجتماعي والصحة النفسية للمراهقين. يتناقض هذا الادعاء مع مجموعة متنامية من الأبحاث التي ربطت استخدام وسائل التواصل الاجتماعي بارتفاع معدلات الاكتئاب والقلق ومشاكل الصحة النفسية الأخرى لدى الشباب.
تأتي تعليقات زوكربيرج في وقتٍ تواجه فيه شركات التواصل الاجتماعي تدقيقًا متزايدًا بشأن تأثيرها على الصحة النفسية. فقد وجدت دراسة حديثة أجرتها جامعة بنسلفانيا أن المراهقين الذين يقضون وقتًا أطول على وسائل التواصل الاجتماعي أكثر عرضة للإصابة بأعراض الاكتئاب والقلق. كما وجدت الدراسة أن المراهقين الذين يستخدمون وسائل التواصل الاجتماعي لمقارنة أنفسهم بالآخرين أكثر عرضة لتكوين صورة سلبية عن أجسادهم وتقدير ذاتهم.
وجدت دراسات أخرى روابط مماثلة بين استخدام وسائل التواصل الاجتماعي ومشاكل الصحة النفسية. فقد وجدت دراسة أجرتها جامعة ميشيغان أن المراهقين الذين يستخدمون وسائل التواصل الاجتماعي لأكثر من ساعتين يوميًا هم أكثر عرضة للإبلاغ عن شعورهم بالوحدة والاكتئاب والقلق. كما وجدت دراسة أجرتها جامعة كاليفورنيا، لوس أنجلوس، أن المراهقين الذين يستخدمون وسائل التواصل الاجتماعي للتنمر الإلكتروني على الآخرين هم أكثر عرضة للإصابة بأعراض الاكتئاب والقلق.
على الرغم من تزايد الأدلة على وجود صلة بين استخدام وسائل التواصل الاجتماعي ومشاكل الصحة النفسية، يُصرّ زوكربيرج على عدم وجود "علاقة سببية" بينهما. ويُجادل بأن الأبحاث حول هذا الموضوع "متباينة"، وأن هناك العديد من العوامل الأخرى التي قد تُسهم في مشاكل الصحة النفسية لدى المراهقين، مثل العلاقات الأسرية، وضغط الأقران، والضغوط الدراسية.
مع ذلك، يختلف العديد من الخبراء مع تقييم زوكربيرج للبحث. ويجادلون بأن الأدلة التي تربط استخدام وسائل التواصل الاجتماعي بمشاكل الصحة النفسية قوية، وأن الوقت قد حان لشركات التواصل الاجتماعي لتحمل مسؤولية تأثير منتجاتها على الشباب.
في الختام، لا يزال الجدل حول الصلة بين وسائل التواصل الاجتماعي والصحة النفسية للمراهقين مستمرًا. فبينما يُصرّ زوكربيرج على عدم وجود علاقة سببية بينهما، تشير مجموعة متزايدة من الأبحاث إلى عكس ذلك. من المهم أن يُدرك الآباء والمعلمون المخاطر المحتملة لاستخدام وسائل التواصل الاجتماعي، وأن يتخذوا خطوات لحماية الشباب من آثارها السلبية.
كن أول من يعلق