"إجراءات سلامة مُحسّنة: شركات الطيران تُقدّم خيارات ترفيه جديدة قبل الرحلة"

كانت دروس السلامة في شركات الطيران بسيطةً في السابق، وكان مضيفو الطيران يقدمونها للمسافرين الذين لا ينتبهون. أما اليوم، فتستخدم شركات الطيران فيديوهات السلامة كوسيلة لإبراز علامتها التجارية وجذب المشاهدين. يوضح مارك كروليك، نائب رئيس التسويق في شركة يونايتد، أن هدفهم هو جعل الفيديو شيقًا بما يكفي ليرغب الناس في مشاهدته في كل مرة يسافرون فيها. يعرض أحدث فيديو للسلامة من يونايتد، بعنوان "السلامة عالمية"، مشاهد من الوجهات التي تخدمها الشركة، ويتضمن مفاجآت خفية لا يمكن ملاحظتها إلا بعد مشاهدتها عدة مرات. كما أصدرت الخطوط الجوية السنغافورية فيديو سلامة جديدًا، يُسلط الضوء على المعالم السياحية المحلية ويشجع المشاهدين على زيارة سنغافورة. يهدف الفيديو، الذي أُنتج بالشراكة مع "زيارة سنغافورة" بتكلفة تزيد عن مليون دولار أمريكي، إلى حثّ العملاء على العودة إلى سنغافورة، حيث قد لا تتاح للكثيرين فرصة استكشاف المدينة بالكامل خلال رحلاتهم. في حين أن بعض شركات الطيران، مثل دلتا والخطوط الجوية البريطانية، تستخدم ظهور المشاهير والكوميديا ​​في فيديوهات السلامة الخاصة بها، اختارت الخطوط الجوية السنغافورية الالتزام بعلامتها التجارية الراقية. ومع ذلك، تنظر العديد من شركات الطيران إلى هذه الفيديوهات كفرص تسويقية، وتدرس بعناية مدى ملاءمتها لهوية علامتها التجارية. على سبيل المثال، حققت شركة طيران نيوزيلندا 1 مليون مشاهدة على وسائل التواصل الاجتماعي لمقاطع الفيديو الـ 138 الخاصة بها حول السلامة، بما في ذلك مقطع فيديو في عالم ثلاثيتي "الهوبيت" و"سيد الخواتم" لجاي آر آر تولكين. ووفقًا للمدير العام للتسويق العالمي للعلامة التجارية والمحتوى في شركة طيران نيوزيلندا، جودي ويليامز، فإن مقاطع الفيديو الإبداعية هذه للسلامة تُعد جزءًا أساسيًا من استراتيجية التسويق الخاصة بالشركة. وتزعم شركات الطيران أن رسائل السلامة الخاصة بها لا تزال تُنقل بفعالية، حيث يتعين على الجهات التنظيمية المعنية بالسلامة الموافقة على محتوى مقاطع الفيديو. بالإضافة إلى ذلك، يجادلون بأنه من خلال جعل مقاطع الفيديو مسلية، فإنهم في الواقع يزيدون من عدد الركاب الذين ينتبهون لتعليمات السلامة. وعلى الرغم من أن شركات الطيران تستثمر الكثير من الموارد في هذه المقاطع، إلا أنها تؤكد أن تعزيز السلامة يظل على رأس أولوياتها وأنها تولي اهتمامًا كبيرًا لضمان عدم طغيان الجانب الترفيهي في مقاطع الفيديو على الرسالة.